صراحة نيوز ـ انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم، فعاليات المؤتمر الدولي التاسع لشبكة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لأبحاث الإدارة العامة “مينابار”، تحت عنوان: “الإدارة العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: التحولات، المرونة، وآفاق المستقبل”، بمشاركة واسعة من المؤسسات والمنظمات والهيئات المعنية بالإدارة العامة، إلى جانب نخبة من الباحثين والخبراء والمسؤولين الحكوميين من مختلف دول المنطقة.
وقال رئيس هيئة الخدمة والإدارة العامة، فايز النهار، إن تنظيم هذا المؤتمر في الأردن يعكس مكانته كمنصّة رائدة لتبادل الخبرات ومناقشة أفضل الممارسات في مجال الإدارة العامة. وأضاف أن المؤتمر يشهد حضورًا نوعيًا من ممثلي أجهزة الخدمة المدنية والجهات الحكومية المعنية، إضافة إلى خبراء دوليين من 19 دولة، بينها 14 دولة عربية.
وأوضح النهار أن جدول أعمال المؤتمر يتناول عدة محاور رئيسة، أبرزها: الابتكار والتكيّف في السياسات العامة، تصميم وتقديم الخدمات، التطوير المؤسسي، تنمية الموارد البشرية، القيادة في أوقات الأزمات، والحوكمة الرقمية الشاملة، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وأشار إلى أن المؤتمر يناقش 129 ورقة بحثية تغطي مقاربات بحثية وعملية متنوعة في مجالات الإدارة العامة، ما يعزز فرص تبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين، ويوسع نطاق الحوار الإقليمي والدولي حول تحديات القطاع العام وآفاق تطويره.
وبيّن النهار أن انعقاد المؤتمر في الأردن ينسجم مع خريطة تحديث القطاع العام التي أطلقتها الحكومة، والمبنية على سبعة مكوّنات رئيسية تهدف إلى بناء إدارة عامة أكثر كفاءة وفعالية وشفافية، وقادرة على التكيف مع متطلبات التنمية الوطنية وتحديات العصر.
من جهته، أكد مدير عام معهد الإدارة العامة السابق، الدكتور راضي العتوم، أن استضافة الأردن لمثل هذه الفعاليات الدولية يعكس توجهًا حيويًا للتفاعل مع أحدث التطورات العلمية والمعرفية على الساحة العالمية. وأضاف أن المؤتمر يتكامل مع رؤية التحديث الإداري الوطنية، التي تهدف إلى تطوير السياسات العامة، وتحسين جودة الخدمات الحكومية، وتشجيع الريادة والابتكار لدى موظفي القطاع العام.
وأشار العتوم إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على قضايا جوهرية، مثل تحقيق مبادئ الحوكمة الرشيدة، وتطوير الأداء المؤسسي المستدام، بالإضافة إلى استشراف مستقبل الإدارة العامة بما يلبي تطلعات أجيال المستقبل ويسهم في دعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويهدف المؤتمر إلى تقديم رؤية مستقبلية شاملة للإدارة العامة في المنطقة، وتعزيز المرونة المؤسسية في مواجهة التحديات، من خلال تطوير السياسات المبنية على الأدلة، وتبني نهج الابتكار والتكنولوجيا الحديثة في العمل الحكومي.
واختتمت جلسات اليوم الأول بتأكيد المشاركين على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال الإدارة العامة، بما يسهم في بناء مؤسسات حكومية حديثة قادرة على خدمة المواطن بكفاءة وفاعلية.