ما علاقة .. سيدنا محمد ( ص ) .. بالمسيحية

9 د للقراءة
9 د للقراءة
ما علاقة .. سيدنا محمد ( ص ) .. بالمسيحية

صراحة نيوز ـ عوض ضيف الله الملاحمة

سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، نبي الله ورسوله . أرسله ربُّ العِزة للناس كافة . وهو خاتم الرسل والنبيين . هادٍ للبشرية جمعاء . بلّغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وكشف الغُمّة . وأرشدنا للدين القويم ، والصراط المستقيم ، وحوّل اجدادنا من عبادة الأصنام ، الى عبادة ربّ الأنام . حيث كانوا في جاهلية بغيضة ، رغم إتصافهم ببعض الأخلاق الحميدة .

منذ ان وعينا على الدنيا ، تربينا على فطرة اهلنا التي محورها وحدانية الله سبحانه وتعالى ، واتباع رسالة نبينا محمد ( ص ) . وطيلة عقود العمر التي مضت ، كانت تومض بعض الأسئلة في الذهن ، دون الحصول على إجابات . مثلاً : كنت شغوفاً بشخصية وصفات ، وثبات ، ومساندة سيدتنا خديجة لرسولنا الكريم ، منذ إشتغاله معها في تجارتها ، وارتباطهما ، واستشعارها انه نبي الله ، حتى إيمانها برسالته ونبوته ، والوقوف الى جانبه ومساندته . كان يقفز الى ذهني سؤالاً مُلحاً :- ما مصدر هذه الصفات الحميدة المتميزة التي تتصف بها هذه السيدة !؟ ومن أين إستقتها ؟ وكيف حافظت على ديمومتها؟

كما كان يقفز الى ذهني ، من هو ورقة بن نوفل ؟ وما سبب علاقته القوية برسول الله ؟ وما السبب في إرتقاء قيمه لدرجة ان يكون مقرّباً من رسول الله ؟ وما علاقته بسيدتنا خديجة ؟ وما مدى صحة شهادته على زواج رسول الله منها ؟ وبأي صفة تم ذلك ؟ ولماذا لم يشهد على عقد زواجه واحدا من أقاربه الذين هم أصحاب السطوة والجاه من قريش ومن بني هاشم تحديداً ؟

لم يخطر ببالي ان أبحث عن إجابات لتلك الأسئلة العديدة ، كما لم أسمع من اي رجل دين مسلم اية معلومة تتعلق بتلك الأسئلة .

بالبحث تبين لي الآتي : ان الذين يريدون الترويج لثقافة الكراهية لا يناسبهم التاريخ المشترك للأديان السماوية ولا إظهار التقارب بينها .

تُجمِع كل كتب التراث ان سيدنا محمد ( ص ) لم يسجد لصنمٍ قط . كما تتحدث المعلومات التاريخية عن وجود الديانة المسيحية في مكة . حيث يقول الرحالة المقدسي ان هناك مقبرة للمسيحيين على طريق بئر عنبسة ، ويذكر إبن الأثير وإبن خلدون ان سادس ملوك (( جرهم )) الذين حكموا مكة كان اسمه / عبدالمسيح بن باقية بن جرهم ، ثم انتقل حكم مكة الى قبيلة خُزاعة ، ثم انتقل الى قريش . ويقول اليعقوبي ان من بين العرب الذين تنصروا قوم من قريش وخاصة بني أسد بن عبد العزى . وذكر الفيروزبادي موضعاً في مكة يعرف بموقف النصارى . لكن كُتّاب السيرة المسلمين لا يحبذون ان يكون للنبي قبل الدعوة علاقة مع النصارى . وقالوا ان الرسول كان حنيفاً . ووردت كلمة حنيف او حنفاء في القرآن الكريم اثنتي عشر مرة ، يدل بعضها على التوحيد . وأشار البخاري ان ( ورقة بن نوفل ) تنصّر في الجاهلية ، ويقرأ الإنجيل بالعربية والعبرية . وحسب سيرة إبن هشام المتوفي عام ٢١٨ هجري ، فان ورقة بن نوفل كان مسيحياً ، وانه كان يلتقي مع الرسول عند الجد الرابع . كما ان عبيدالله بن جحش إبن خالة الرسول ( ص ) قد مات مسيحياً . وان السيدة خديجة زوجة الرسول الأولى ، والتي كانت حسب كُتب التراث الإسلامي في العقد السادس من عمرها كانت تبلغ الرسول بالدعوة ، وتتحدث هذه الكتب بإسهاب عن ثرائها ومقامها الشريف بين أقرانها وطهارتها ، لكنها تتجاهل قناعاتها قبل البعثة ، لماذا !؟ طالما انها أول من آمن بسيدنا محمد من الرجال والنساء ، خاصة ان عائلتها مسيحية . وحسب الكثير من كتب التاريخ فان عمها ورقة بن نوفل كان ممن حضروا زواجها بالرسول ، ومنهم من يقول ان ورقة كان وكيلها ، وهو مَنْ زَوّجَها ، وفي رواية اخرى يُقال ان الذي زوّجها عمها / عمرو بن أسد .

يضاف الى ذلك العلاقة الحسنة التي جمعت النبي ( ص ) مع ورقة بن نوفل قبل الدعوة . كما انه عندما اشتد إضطهاد المسلمين في مكة دعاهم النبي للجوء والهجرة الى الحبشة المسيحية ، وملكها النجاشي ، حيث قال ( ص ) : (( لو خرجتم الى الحبشة فان بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد )) . كما ان هناك مكانة خاصة للرهبان والقساوسة المسيحيين في الإسلام .

وللتدليل على عظمة سيدنا محمد ( ص ) وددت ان أذكر بعضاً يسيراً جداً مما وصفه به علماء وفلاسفة وأدباء الغرب بإيجاز شديد ، حيث قالوا عنه ( انه كان شخصية تاريخية ) :—
١ )) قال الفيلسوف الإنجليزي برناردو شو : ( إنه مُنقذ البشرية ، وان العالم أحوج ما يكون الى رجل في تفكيره ) .
٢ )) العالم الأمريكي مايكل هارث ، قال ( إن محمداً ( ص ) كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي ).
٣ )) الفيلسوف البريطاني برتراند راسل قال : ( لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام فوجدت انه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية ) .
٤)) المصلح الإجتماعي البريطاني / توماسكاريل ، أفرد في كتابه ( الأبطال ) فصلاً كاملاً للحديث عن الرسول محمد ( ص ) واستعرض فيه نواحي العظمة في حياته .
٥ )) الأديب الروسي / ليو تولستوي ، قال : ( لا يوجد نبي حظي باحترام أعدائه سوى النبي محمد ( ص ) مما جعل الكثرة من الأعداء يدخلون الإسلام ) .
٦ )) الشاعر والكاتب والفيلسوف الفرنسي/ فولتير ، قال : ( السنن التي أتى بها محمد ( ص ) كانت كلها قاهرة للنفس ومهذبة لها ) .
٧ ) الدكتورة زيجرد هونكة الألمانية ، قالت : ( إن محمد ( ص ) والإسلام شمس الله على الغرب ) .
٨ ) المفكر والفيلسوف/ لامارتن ، قال : ( هو النبي الفيلسوف ، المحارب ، الخطيب، المشرع ، قاهر الأهواء . وبالنظر الى كل مقاييس العظمة البشرية أود ان أتساءل هل هناك من هو أعظم من النبي محمد ( ص ) ؟
٩ ) وقالت / آن بيزينت : ( من المستحيل لأي شخص يدرس حياة النبي محمد ( ص ) الا ان يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل ) .
١٠ ) وقال / مايكل هارت ، في كتابه مائة رجل من التاريخ : إن إختياري محمداً ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي ) .

لا أدري ما الذي يضير لو عرفنا شيئاً عن علاقة سيدنا محمد ( ص ) بالمسيحية ، وعن سيدتنا خديجة ، وعن مدى انتشار المسيحية في الجزيرة العربية .

منذ عقود وموضوع علاقة سيدنا محمد ( ص ) بالمسيحية يفرض نفسه عليّ بشدة . وقد تبدى لي ان أكتب بهذا الموضوع أملاً في ان يخرج علينا أحد أصحاب الإختصاص الذي يتصف بالجرأة ليجيب على هذه التساؤلات التي اطرحها بحذر ، لا لشيء ، إلا لأنني لست متخصصاً ، وأفتقر للمعلومة . ولأن كل ما سمعته طيلة حياتي ان البعض يقول ان رسولنا الكريم كان ( مسيحياً ) قبل النبوة ، وهناك أُناس يكتفون بقول انه كان ( موحِّداً ) .

Share This Article