صراحة نيوز ـ في تقرير موسع تجاوز 4 آلاف كلمة، شارك في إعداده 13 خبيرًا في التعليم والسياسة والاقتصاد والصحة والهجرة والثقافة، قدمت وكالة “أسوشيتد برس” خلاصة أول 100 يوم من رئاسة دونالد ترمب، ووصفت هذه الفترة بأنها تحوّل واسع النطاق يصعب مقارنته بأي من أسلافه.
ترمب عمل على إعادة صياغة الدور الحكومي في حياة الأميركيين ومكانة أميركا في العالم، ساعيًا إلى “إعادة أميركا عظيمة” وفق رؤيته الخاصة. في سبيل تحقيق ذلك، كلف ترمب إيلون ماسك -أغنى رجل في العالم- بتفكيك القوى العاملة الفدرالية، وشرع في تعديل التحالفات الدولية وإعادة رسم قواعد التجارة العالمية، مما أثار قلق الأسواق والعواصم حول العالم.
الاقتصاد: رسوم جمركية وتوترات متصاعدة
ركز ترمب جهوده على إخضاع الاقتصاد لإرادته من خلال فرض رسوم جمركية ضخمة تجاوزت مئات المليارات من الدولارات، واستهدفت كندا، والمكسيك، والصين بنسبة وصلت إلى 145%. رغم الوعود بازدهار اقتصادي، تراجعت ثقة المستهلك وتذبذبت الأسواق، مع توقعات بحدوث ركود. وقدرت التقارير أن سياسات ترمب قد تقلل دخل الأسرة الأميركية المتوسطة بنحو 4900 دولار سنويًا.
ترمب وماسك: المديح المتبادل والفوضى الإدارية
كلّف ترمب إيلون ماسك بقيادة خطة تقليص الحكومة، حيث أطلق ماسك حملة عنيفة شملت عمليات فصل جماعي وإلغاء برامج حكومية دون دراسات كافية للعواقب. رغم مدح ترمب المتكرر له، بدأت العلاقة بينهما تتغير، مع تلميحات إلى أن دور ماسك بات من الماضي.
الهجرة: قبضة حديدية
نفّذ ترمب سياسات هجرة غير مسبوقة، مستخدمًا قوانين تعود إلى القرن الثامن عشر، ورحل مئات المهاجرين إلى السلفادور وغوانتانامو. رغم الانخفاض الحاد في عبور الحدود، انتقد نصف الأميركيين أساليب ترمب الصارمة، خاصة مع دراسة إدارته تفعيل “قانون التمرد” لنشر الجيش ضد المهاجرين.
القصاص السياسي
منذ اليوم الأول، نفذ ترمب وعده بالانتقام من خصومه السياسيين، مستهدفًا المدعين العامين والمحققين الذين لاحقوه، بالإضافة إلى سحب التصاريح الأمنية لمسؤولين استخباراتيين سابقين.
القضاء وسيادة القانون
واجهت إدارة ترمب مئات الدعاوى القضائية ضد قراراته، واتُهم بمحاولة تهميش القضاء الفدرالي، مع سلسلة من الطعون القانونية التي أظهرت سجلًا متباينًا في المحكمة العليا.
العلاقات الدولية: نقض التحالفات القديمة
قلب ترمب النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، وأضعف التحالفات مع أوروبا وكندا واليابان، ووجه انتقادات علنية لقادة دول حليفة. كما انسحب من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ، وأغلق وكالة التنمية الدولية تقريبًا.
السلطة التنفيذية: هيمنة بلا حدود
باستخدام الأوامر التنفيذية، تجاوز ترمب الكونغرس بشكل غير مسبوق، ما دفع الديمقراطيين للتحذير من “تسلل الاستبداد” إلى قلب النظام الديمقراطي الأميركي.
العسكرية: تغييرات جذرية
شهد البنتاغون حملة تطهير واسعة، مع إقالة كبار القادة العسكريين، وتسريب تفاصيل عمليات عبر قنوات غير آمنة. كما أعاد ترمب تشكيل السياسة العسكرية، مستهدفًا التنوع وإلغاء برامج دعم المتحولين جنسياً.
الصحة العامة: تقليص شامل
نفذ وزير الصحة روبرت كينيدي الابن تخفيضات ضخمة في مؤسسات الصحة العامة، مما أثار مخاوف وسط تفشي أمراض مثل الحصبة. ورغم التوفير المقدر بمليارات الدولارات، أدت هذه السياسات إلى تقليص البنية التحتية الصحية في البلاد.
الطاقة والبيئة: هيمنة الوقود الأحفوري
سعى ترمب إلى تعزيز إنتاج النفط والغاز والفحم، مع تقويض الجهود الرامية لمكافحة التغير المناخي. وأعاد تشكيل السياسة البيئية الأميركية، متخليًا عن الأسس العلمية التي دعت إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.