الإيصالات الورقية تحت المجهر.. خطر كيميائي يهدد الصحة العامة

3 د للقراءة
3 د للقراءة
الإيصالات الورقية تحت المجهر.. خطر كيميائي يهدد الصحة العامة

صراحة نيوز ـ رغم التحول المتزايد نحو الإيصالات الرقمية، لا يزال كثيرون يفضلون الاحتفاظ بالإيصالات الورقية بعد الدفع في المتاجر والمطاعم، غير مدركين ما تحمله تلك القصاصات الصغيرة من مخاطر صحية.

فقد دق باحثون صحيون ناقوس الخطر محذرين من أن الإيصالات الورقية تحتوي على مادة كيميائية خطيرة تُعرف باسم “بيسفينول إس” (BPS)، وهي مادة مثبطة للغدد الصماء يمكن امتصاصها بسرعة عبر الجلد.

وأعلنت مؤسسة الصحة البيئية في بيان حديث أنها أصدرت إشعارات قانونية بحق 32 متجراً بسبب استخدامهم مستويات مرتفعة من مادة BPS في الإيصالات. وأوضحت المؤسسة أن هذه المادة، رغم أنها أقل شهرة من مادة “بيسفينول أ” (BPA)، إلا أنها قد تكون أكثر خطورة، لما لها من تأثيرات على التوازن الهرموني.

وأشارت المؤسسة إلى أن مادة BPS تحاكي هرمون الإستروجين، مما يهدد باضطراب عمليات التمثيل الغذائي والنمو والخصوبة، لافتة إلى أن الجلد يمكنه امتصاص المادة خلال فترات قصيرة من التعامل مع الإيصالات.

وقد أمهلت المؤسسة الشركات خيارين: إما وضع تحذيرات واضحة للمستهلكين أو تعديل تصنيع الإيصالات لإزالة المادة الخطرة، مع فرض غرامات مدنية على الشركات غير الممتثلة. كما نصحت المستهلكين بتقليل التعامل مع الإيصالات الورقية قدر الإمكان.

وفي تعليق إضافي، أوضح الدكتور ميهير فوهرا، رئيس قسم العلوم بمركز الصحة البيئية، أن مجرد حمل إيصال يحتوي على BPS لمدة 10 ثوانٍ قد يكفي لتجاوز الحدود الآمنة للتعرض.

من جانبها، نصحت المديرة التنفيذية للمركز، شاكيرا عظيمي غايلون، بارتداء العاملين في المتاجر قفازات واقية عند التعامل مع الإيصالات، وتجنب استخدام معقمات اليدين الكحولية، لأنها تعزز امتصاص المادة الكيميائية. كما أكدت أن ورق الإيصالات الحراري لا يمكن إعادة تدويره، لأنه يلوث المواد المعاد تدويرها.

بدوره، أشار المحلل الطبي الدكتور مارك سيغل إلى التزايد الطبيعي لاستخدام الإيصالات الرقمية، محذرًا من انتشار المواد الكيميائية الدائمة مثل BPS في منتجات عديدة مثل أغلفة الهواتف المحمولة، مما يستدعي بحثًا علميًا أكثر دقة وتقليل التعرض لهذه المواد الخطرة.

وكانت دراسة ألمانية نُشرت عام 2021 قد كشفت أن مادة BPS قد تسبب أضرارًا جسيمة للدماغ البشري، بعدما رصد الباحثون تأثيراتها السلبية على الخلايا العصبية لأسماك الزينة.

في ظل هذه التحذيرات، يبدو أن الانتقال الكامل إلى الإيصالات الرقمية قد لا يكون مجرد خيار عملي فحسب، بل خطوة ضرورية لحماية الصحة العامة.

Share This Article