صراحة نيوز – في حادثة مأساوية جديدة هزّت الشارع الجزائري، أقدم رجل على محاولة ذبح زوجته داخل منزلها في دائرة سيدي علي بوسيدي بولاية سيدي بلعباس (437 كيلومتراً غرب العاصمة الجزائرية)، بعد أيام فقط من قيامها بخلعه. وقد نجت الضحية بأعجوبة من الموت، ولا تزال تخضع للعلاج في المستشفى.
هذه الجريمة الدامية جاءت بعد سلسلة من الحوادث المشابهة، حيث قتِلَت مديرة ثانوية بحي الصفصاف في ولاية البليدة (جنوب العاصمة) على يد طليقها الذي كان قد خُلع منها، إذ قام بذبحها أمام ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات، التي قضت اختناقاً على يديه في موقع الجريمة ذاته.
كما شهدت ولاية غليزان (غرب العاصمة) حادثة أخرى قبل أسابيع، حيث طعن رجل طليقته حتى الموت، مدفوعًا بالغضب من قرار خلعها له.
وفي ظل هذه الحوادث المؤلمة، كشفت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الديوان الوطني أن الجزائر سجلت 87 ألفاً و600 حالة طلاق سنويًا، منها نحو 15 ألف حالة خلع، أي ما يمثل أكثر من 20% من حالات الانفصال.
وحول هذه الظاهرة، أوضح البروفيسور أحمد قوراية، المختص في الصحة النفسية، أن الأسباب الرئيسية لارتفاع حالات الخلع تعود إلى تفكك الروابط الزوجية، استقلالية المرأة المادية والاجتماعية، إلى جانب التطور العلمي والمهني الذي حققته النساء.
وأشار قوراية في تصريح لـ”العربية.نت” إلى أن شعور الرجل المُخلوع بالإهانة والخيانة يدفع البعض إلى الانتقام بطرق مأساوية، لافتًا إلى أن ثقافة المجتمع، التي ترى أن الطلاق يجب أن يكون بيد الرجل، تضاعف من وقع الصدمة على الرجل المخلوع.
من جانبه، أكد المحامي فريد صابري أن القانون الجزائري، بموجب المادة 54 من قانون الأسرة، يتيح للمرأة خلع زوجها مقابل تعويض مادي يتم الاتفاق عليه، أو تقدّره المحكمة وفقًا لظروف القضية.