صراحة نيوز – حذّر فريق من الباحثين من الخطر المتزايد لطفيلي قاتل يُعرف بـ”دودة الشريط الثعلبية” (Echinococcus multilocularis)، الذي قد يؤدي إلى فشل مميت في الكبد لدى البشر. ويعيش هذا الطفيلي أساسًا في حيوانات برية مثل الثعالب، إلا أن انتقاله إلى الإنسان يحدث عبر ملامسة بيوضه الموجودة في براز الحيوانات المصابة.
بمجرد دخول الطفيلي إلى الجسم، يستقر في الكبد ويؤدي إلى مرض نادر يُسمى “داء الكيسات السنخية” (AE)، والذي يتسبب بتلف شديد قد ينتهي بالفشل الكبدي والوفاة في العديد من الحالات.
وأظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة زيورخ في سويسرا أن معدلات الإصابة بالمرض، رغم ندرتها، آخذة بالازدياد. فبينما كانت الإصابات تتركز سابقًا في أوروبا وآسيا، بدأ الطفيلي بالظهور حديثًا في كندا وبعض مناطق الولايات المتحدة، خاصة الغرب الأوسط، مما أثار قلق الخبراء. ومع ذلك، فإن نقص تسجيل الحالات في الولايات المتحدة يجعل تعقب انتشاره أكثر صعوبة.
ووفقًا لبيانات مستشفى جامعة زيورخ، ارتفعت حالات الإصابة من حالتين فقط في عام 1993 إلى 14 حالة بحلول عام 2022. وبينما توفي 90 مريضًا من أصل 334 حالة خلال نصف قرن من المتابعة، كانت معظم الوفيات ناتجة عن أمراض أخرى، مع 13 حالة وفاة مرتبطة مباشرة بالطفيلي.
وأظهرت الدراسة أن المرضى المصابين بالمضاعفات الخطيرة للطفيلي تقل فرص نجاتهم بعد خمس سنوات من التشخيص، مما يؤكد أهمية الكشف المبكر والعلاج السريع. وتشمل العلاجات الفعالة الأدوية المضادة للطفيليات مثل “بنزيميدازول”، إضافة إلى التدخل الجراحي لإزالة الأنسجة المتضررة.
ويشكل هذا المرض تهديدًا متزايدًا للصحة العامة، لا سيما في المناطق التي تنتشر فيها الثعالب والذئاب وبعض الحيوانات الأليفة التي قد تلتقط العدوى من القوارض البرية المصابة.
مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) صنفت العدوى كخطر صحي جاد، ودعت إلى اتخاذ إجراءات وقائية تشمل غسل الأطعمة البرية جيدًا، وتفادي ملامسة الحيوانات البرية أو مخلفاتها، والحفاظ على النظافة الشخصية المشددة بعد التعامل مع الحيوانات.