‎ترامب يواجه 3 تحديات كبرى في سعيه لفك الارتباط مع الصين

3 د للقراءة
3 د للقراءة
‎ترامب يواجه 3 تحديات كبرى في سعيه لفك الارتباط مع الصين

صراحة نيوز – منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض، لم يتردد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في استخدام الرسوم الجمركية كسلاح اقتصادي، موجهًا إياها نحو الحلفاء والخصوم على حد سواء. ومع ذلك، فإن هذا السلاح لا يخلو من التكاليف، بل إن ضرره المحتمل على الاقتصاد الأمريكي قد يفوق جدواه.

وبحسب تحليل نشرته مجلة “فورين بوليسي”، فإن ترامب، رغم تمسكه بسياسة المواجهة التجارية، لا يملك رفاهية فصل اقتصاد بلاده أو حتى الاقتصاد العالمي عن الصين. وتساءل التحليل عما إذا كانت هناك استراتيجية واضحة وراء تلك التحركات، في ظل التقلب المستمر في قرارات ترامب ومواقف إدارته.

ثلاثة تحديات رئيسية تعرقل جهود ترامب لفك الارتباط مع الصين:

1. الضرر الاقتصادي المحلي يفوق التأثير على الصين:
يتوقع صندوق النقد الدولي أن تؤدي الحروب التجارية إلى تقليص نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.9% هذا العام، مقارنةً بتأثير أقل على الصين يُقدّر بـ0.6%. ويرجع ذلك إلى أن حجم الواردات الأمريكية من الصين—والتي تجاوزت 439 مليار دولار في 2024—أكبر بكثير من حجم الصادرات الأمريكية إلى الصين. كما تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على الصين في استيراد الأجهزة الإلكترونية المتطورة، مثل الهواتف الذكية وشاشات الحواسيب، ما يجعل من الصعب استبدالها بمصادر بديلة.

علاوة على ذلك، تسيطر بكين على سلاسل توريد معادن نادرة أساسية للتقنيات الحديثة والطاقة المتجددة، وقد بدأت بالفعل في فرض قيود على تصدير بعض هذه المعادن الحيوية إلى واشنطن.

2. غياب الإجماع الدولي:
رغم أن الولايات المتحدة تأمل في بناء تحالف دولي لعزل الصين اقتصاديًا، إلا أن دولًا كبرى مثل دول الاتحاد الأوروبي بدأت تتجه نحو تعزيز العلاقات مع بكين بدلًا من تقليصها. فالاتحاد الأوروبي استأنف مؤخرًا مفاوضات مع الصين بشأن الرسوم الجمركية، كما أعلنت بروكسل وبكين عن عقد قمة مشتركة في يوليو المقبل. وفي الوقت ذاته، تحافظ العديد من الدول الأخرى على علاقات متوازنة مع الطرفين، مستفيدة من استثمارات كلا القوتين.

3. غياب البديل الأمريكي المقنع:
الولايات المتحدة تطالب الدول بالاختيار بينها وبين الصين، لكنها لا تقدم بدائل جذابة أو حوافز ملموسة تجعل هذا الخيار منطقيًا. ويعتبر العديد من قادة العالم السياسات الأمريكية غير مستقرة وعدائية، ما يدفعهم لرؤية الصين كطرف أكثر عقلانية واستقرارًا في التعاملات الدولية.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن حملة ترامب لفك الارتباط مع الصين تواجه تحديات أكبر مما تحتمله الأدوات الاقتصادية والسياسية التي يستخدمها.

Share This Article