صراحة نيوز ـ يحتل الكشري مكانة خاصة في قلب المائدة المصرية، ليس فقط كوجبة مشبعة ومنخفضة التكلفة، بل كأحد رموز الهوية الشعبية المتجذرة في ثقافة الشارع المصري. وتجمع هذه الأكلة التقليدية مكونات بسيطة في ظاهرها، لكنها غنية في تنوعها ومذاقها، حيث يمتزج الأرز والعدس والمعكرونة في انسجام تام، وتعلوها طبقات من البصل المقلي المقرمش، وصلصة الطماطم الحارة، و”الدقة” ذات النكهة القوية المميزة.
ورغم أن جذور الكشري تعود إلى مطابخ الهند القديمة، فإن المصريين أعادوا تشكيله ليصبح طبقهم الشعبي الأول دون منازع، ويجري تحضيره في المنازل والمطاعم و”عربات الكشري” المنتشرة في الأحياء الشعبية والراقية على حد سواء.
ويعكس انتشار الكشري بين مختلف الطبقات الاجتماعية طابعه الديمقراطي، إذ يتجاوز كونه مجرد طعام ليصبح طقساً يومياً وجزءاً من الحياة اليومية للناس، يقترن بالذكريات واللقاءات العائلية وأجواء البساطة.
ولم يقف الكشري عند حدود مصر، بل أصبح سفيراً للطعام المصري في الخارج، حيث تنتشر مطاعمه في عدة دول عربية وأوروبية، حاملاً معه عبق التوابل ودفء المذاق الشرقي الأصيل.