صراحة نيوز – محمود المجالي
تحت رعاية متصرف لواء المزار الجنوبي الدكتور علي الحيصة، تم افتتاح “البازار الريفي التسويقي” في مقر جمعية ربوع الجعفرية الخيرية، والذي يهدف إلى أن يكون حاضنة للحرف اليدوية، الصناعات التراثية، والمنتوجات المحلية لسيدات المجتمع المحلي، من خلال عرض المنتجات والحرف بين أروقة البيت التراثي.
وقال الحيصة: “إن ما شاهدناه اليوم من منتجات ومشغولات يدوية وأكلات تراثية يثلج الصدر”، مشيدًا بالجهود التي تبذلها سيدات المجتمع المحلي من أجل المحافظة على التراث الكركي الأصيل. وأضاف: “نحن كحاكمية إدارية على استعداد تام لتبني ودعم أي مشروع يسهم في إيجاد فرص عمل منزلية لأبناء وبنات المنطقة.”
ويُعد وسام الجعفري، الباحث في التراث على مستوى محافظة الكرك، ثاني شخصية بعد الأستاذ حامد النوايسة في حفظ الوثائق والمقتنيات التراثية من سنوات ماضية، حيث عرضها أمام زوّار هذا البيت الجعفري التراثي، وقدّم الشاب جعفر شرحًا عنه.
وأشار الجعفري، أحد أحفاد الشيخ إبراهيم الجعفري، إلى كيفية بناء هذا البيت الذي تم على فترات حتى وصل إلى شكله الحالي من حيث المساحة وعدد الغرف. ففي بداية عام 1331 هجري (1910 ميلادي)، كان نائب متصرف الكرك “فهرمان سيفي أفندي” آنذاك قد بدأ بتوسعة مسجد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه. وكانت البيوت ملاصقة للمسجد من حيث البناء، فتم الإيعاز بتوسعة الفناء، ونُقلت البيوت وعُوّض أصحابها، ليبدأ الأهالي الذين كانوا يسكنون حول المسجد بنقل حجارة بيوتهم لبناء منازل في أماكن أخرى، ومنها البيت الحالي للشيخ إبراهيم الجعفري، الذي كان يشغل منصب متولي مقام جعفر بن أبي طالب،خلفًا لأخيه المرحوم مصطفى الجعفري.
وتحدثت حسناء الطراونة “أم أحمد” عن إحدى الأكلات الشعبية التي ما زالت النساء الكركيات يحافظن عليها حتى اليوم، وهي أكلة “المدقوقة” المكوّنة من القمح والعدس والحمص والجميد والسمن البلدي، وتُؤكل هذه الطبخة مباشرة كحساء، أو يُفتّ بها الخبز وتُسمى أحيانًا “فطيرة”.
ومن خلال البازار، عرضت المشاركات منتجاتهن المصنوعة يدويًا، مثل الأزاقيبات، الجميد، السمن، والمنسوجات.