صراحة نيوز ـ ماجد القرعان
حزمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية بحق جماعة الإخوان المسلمين المنحلة والتي اعلنها عصر اليوم الأربعاء وزير الداخلية مازن الفراية لم تكن مفاجئة للمراقبين والمحللين في ضوء التطورات المتسارعة التي شهدتها المملكة من تجاوزات لهذه الجماعة من مسيرات وتجمعات وهتافات لإثارة الشارع بذريعة دعم المقاومة وكان أخرها الإعلان عن كشف مخطط ارهابي يستهدف المساس بأمن واستقرار المملكة والذي تمثل بضبط خلية اعترف عدد من اعضائها الى جانب اعترافهم بتصنيع صواريخ وطائرات مسيرة وتلقي تدريبات لدى بقايا حزب الله في لبنان المدعوم من محور الشر ايران اعترفوا بعضويتهم في هذه الجماعة وتوليهم مواقع قيادية .
شخصيا ومنذ فوز جبهة العمل الإسلامي ( الذراع السياسي للجماعة المنحلة ) بعدد من المقاعد في مجلس النواب كنت قد نبهت قيادات الحزب وبعدة مقالات ان عليهم اعادة ترتيب أوراقهم ونشاطاتهم بحيث يتصدرها المصالح العليا للدولة الأردنية والإبتعاد عن كل ما قد يثير الفتن والأنقسامات داخل المجتمع الأردني بأداء يقوم على النقاشات الموضوعية وخاصة تحت قبة البرلمان وبتعاون تام مع مختلف القوى السياسية الى جانب باقي السلطات الحكومية والإبتعاد كليا عن المناكفات السياسية ووضع العصي بدواليب مسيترنا الوطنية تحت ذرائع محاربة الفساد أو المزايدة على المواقف الوطنية للدولة الأردنية وقيادتها التي تحظى بإجماع شعبي قل نظيره على مستوى العالم .
ونبهت أكثر الى ان الأردن هو بمثابة عامود الإرتكاز الأمني على مستوى الأقليم وعلى كافة القوى ان تدعم ذلك مؤكدا ومشددا أكثر من مرة ان الأردن لا يقبل القسمة لكن وكما قال الشاعر ( لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ) حيث شهدنا ما شهدنا من استعراض لبعض قيادات الذراع السياسي للجماعة المنحلة الأعضاء في مجلس النواب .
الملفت بعد المؤتمر الصحفي لوزير الداخلية واعلانه حظر كافة نشاطات الجماعة المنحلة واعتبارها جمعية غير مشروعة ، وان أي نشاط لها مهما كان نوعه يعد عملاً يخالف أحكام القانون ويوجب المساءلة القانونية ( العاصفة ) التي اجتاحت منصات التواصل الإجتماعي مؤيدين للخطوات الحكومية ومطالبين بمزيد من الخطوات بحق اية جهة فردا كان أم مؤسسة أو حزب لا يلتزمون بحزمة هذه القرارات .
سياسيا افترض وبعد ان بان الخيط الأبيض من الأسود ان يبادر حزب جبهة العمل الأسلامي الى اصدار بيان يوضح فيه موقفه من شراكته بالجماعة المنحلة بكونه الذراع السياسي لهم وان يتغير خطاب نوابه ولهجتهم تحت القبة بصورة يبتعدوا فيها عن التشكيك واثارة الشارع لنلمس خوفهم على الوطن ما يستوجب قبولهم الرأي الآخر والدخول في حوارات مع كافة القوى السياسية والسلطات الرسمية تضع المصالح العليا للدولة في قمة اجندتهم … والله من وراء القصد .