صراحة نيوز ـ د.عبدالمهدي القطامين
خضراء الدمن كثيرة ومنوعة في هذا العصر الذي اختلط فيه الحابل بالنابل والجاهل بالعالم وكل خضراء تتبرج وتزدهي وتجلب بالوان براقة وزاهية وكل تريد لها حصة ووزن وقرار في وطن ظل على الدوام مشرع الباب مرحبا بمن خلفه حتى ازدحم او كاد وان او شرع في العتاب .
القضية اذن ليست رمانة بل قلوب مليانة وخبز الشعير الذي ظل مأكولا ومذموما صبر طويلا لا عن ضعف بل عن حكمه وقلب واسع كان يرى ان للامة عليه حق فبذله بشق الانفس ولم ينتظر ابدا ان يشكر فهو يعلم ان كلمة الشكر ثقيلة على البعض وانهم يستسهلون كلمة النكران فاوجس خيفة وحق له ان يتوجس بعد ان خالفت الافعال الاقوال وبعد ان رأى ما يحاك في ليل له وهو منشغل بانسانيته التي دفعته الى ركوب الاهوال بحثا عن ضوء في آخر النفق حتى اذا تبين الضحى وجد ان يدا خبيثة باتت تفتش في اركان معتمة وتزرع شرها متحدية كل قوانين الحياة ونواميس الكون ومنطق الخبز والعيش والملح .
الطلق الذي لا يصيب يدوش والنية حتى النية حين تخرج عن اطار الشرعية تكون بمثابة الفعل واود ان اذكر كل الذين تهافتوا على زوادة الوطن رويدكم فثمة وعد وعهد وثمة يد امتدت ذات عصر وكانت يد بيضاء من غير سوء فعلام اذن يود احدكم لو قطعها .
قدر الاردن والاردنيين ان تظل ارواحهم على اكفهم وهم يهتفون منذ اول شهيد على ماء عفرا
اخي جاوز الظالمون المدى وحتى كان منصور يهتف ذات حزيران الهدف موقعي ارمي ثم بعد هذا يأتي متسائل يهمس وعيناه تتلصلصان ماذا قدم الاردن ؟
هو سؤال عبثي تجيب عنه تلك المرأة الطفيلية التي ودعت ابنها العريس ملتحقا بكتيبته في طول كرم ولم يعد وظلت عروسه تنتظر عودته منذ ٦٥ حزيران تلون وهي تهتف
يا ربي يا جايب الغياب
وتجيب للدار راعيها .
سلام عليك يا وطني سلام الارض العطشى المشتاقة لحبات المطر سلام على كل شبر تسامى على الجرح واقسمت فيه ام الشهيد انها تنتظر طلته من غرب يلوح بشماغه المهدب ويهتف
لعيون بندر والبنات
قتل العساكر كارنا
ايها الاردنيون لا تغرنكم خضراء الدمن
