قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن المعطيات الميدانية جنوبي قطاع غزة تشير إلى اقتراب اندلاع مرحلة جديدة من الاشتباكات العنيفة، مرجحًا احتدام المعارك في المثلث الواقع بين محور موراغ وشارع صلاح الدين (المعروف إسرائيليًا بمحور فيلادلفيا).
وفي تحليله للمشهد العسكري، أوضح الدويري أن خزان النجار جنوب خان يونس يُعد نقطة استراتيجية بارزة شهدت نشاطًا ملحوظًا خلال المرحلة الثانية من الحرب، إذ تمركزت فيها نحو خمس فرق عسكرية إسرائيلية، مما يعكس أهميتها الكبيرة بالنسبة للطرفين.
وأشار إلى أن كتائب القسام كانت قد أعلنت عن تنفيذ عمليات نوعية في منطقة قيزان النجار، استهدفت خلالها جرافات إسرائيلية، واستدرجت قوة خاصة إلى فتحة نفق مفخخة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال.
وبيّن الدويري أن العمليات الأخيرة تميزت باستخدام أساليب استهداف متنوعة، شملت عبوة “شواظ”، وعبوة برميلية، وصاروخ “الياسين”، في إشارة واضحة إلى قرب الاشتباك ووجود عناصر المقاومة ميدانيًا، رغم كثافة القصف.
وفي تعليقه على التغيرات في التكتيك العسكري الإسرائيلي، قال الدويري إن تعيين رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، ترافق مع اعتماد نمط ناري جديد يعتمد بنسبة 80% على سلاح الجو، مقابل تراجع نسبي لدور المدفعية والقوات البرية، وهو ما منح المقاومة الفلسطينية هامشًا للمناورة وتنفيذ كمائن وهجمات مركّزة.
وأكد أن المقاومة تُظهر مرونة تكتيكية عالية في اختيار التوقيت والمكان المناسبين لتنفيذ العمليات، مستغلةً الفراغ الذي تخلّفه الانسحابات المؤقتة لقوات الاحتلال، كما فعلت سابقًا في مناطق شرق التفاح وتل المنطار، وتفعل حاليًا في خزان النجار.
وفي ختام تحليله، اعتبر الدويري أن الاشتباكات الحالية ما تزال محدودة نسبيًا، إلا أن المؤشرات الميدانية ترجّح أن المنطقة الواقعة بين موراغ وشارع صلاح الدين، والتي تمتد على مساحة تقارب 75 كيلومترًا مربعًا، ستكون ساحة المواجهة الأعنف، في ظل نية الاحتلال ضمها إلى ما يُعرف بـ”المناطق العازلة”.
وأكد أن حسم إسرائيل في تلك المنطقة لن يكون ممكنًا دون القضاء الكامل على ما تبقى من قدرات المقاومة، مما يجعل المواجهة المحتملة حتمية ومفتوحة على كل السيناريوهات العسكرية.
