صراحة نيوز ـ احتفظ العثمانيون على مرّ العصور بأسلوب مميز في ارتداء الملابس والعمائم، إذ لم تكن العمامة مجرّد زي تقليدي، بل كانت رمزًا دالًا على الهوية الاجتماعية والمكانة الوظيفية لصاحبها، بحيث أمكن تمييز مهنة أو طبقة الفرد بمجرد النظر إلى شكل ولون عمامته.
وكان ارتداء عمامة لا تتناسب مع مكانة الشخص أمرًا ممنوعًا تمامًا، إذ يُعدّ تعديًا على ما تمثله تلك العمائم من رموز سلطوية أو دينية أو اجتماعية.
وقد تنوّعت خامات وألوان العمائم بحسب الطبقات الاجتماعية؛ فالوزراء مثلًا كانت عمائمهم تُصنع من القماش الهندي الفاخر، فيما كان عامة الناس يرتدون عمائم من الأقمشة المحلية.
أما العمائم الخضراء، فقد خُصصت لـالأشراف وأصحاب السعادة والكرامة، وحُظر ارتداؤها على غيرهم. في حين ارتدى عامة الناس عمائم بيضاء.
كما كان لأصحاب الطرق الصوفية عمائمهم الخاصة، فكان أتباع الطريقة الرفاعية يضعون عمائم سوداء، بينما ارتدى دراويش البدو العمائم الحمراء.
وهكذا شكّلت العمامة في المجتمع العثماني لغة بصرية دقيقة، تعكس النظام الطبقي والديني السائد آنذاك، وتُظهر مدى اهتمام العثمانيين بالتفاصيل الرمزية في ملبسهم.