صراحة نيوز ـ ليلة الحناء ليست مجرد مناسبة جمالية، بل طقس ثقافي واحتفال عميق الجذور في تقاليد الشعوب، يرمز إلى الفرح، والأنوثة، والبدايات الجديدة.
في مختلف أنحاء العالم، تتزين العروس بالحناء قبل يوم زفافها ضمن طقوس تختلف من بلد إلى آخر، لكنها تتفق في رمزيتها ودفء أجوائها. إليكِ جولة سريعة على أبرز عادات الحناء في ثقافات متعددة:
المغرب: نقش بالفن والزغاريد في المغرب، تُعرف ليلة الحناء بطابعها الأصيل، حيث ترتدي العروس “القفطان” التقليدي وتجلس في “العمارية” محمولة بين الأهل والصديقات. يتم نقش الحناء بنقوش هندسية وزهرية دقيقة، وسط أجواء من الغناء والزغاريد.
الهند: المِهندي مقدّس وجالب للحظ الهند من أشهر الدول في فنون نقش الحناء، حيث تُقام ليلة “المِهندي” قبل يوم أو يومين من الزفاف. تُنقش يد العروس بالكامل برسومات معقدة، وغالبًا ما يُخبأ اسم العريس داخل الزخرفة. وكلما طالت مدة بقاء الحناء، كان ذلك دليلًا على قوة الحب والارتباط.
الخليج العربي: تقاليد عريقة بروح عصرية في دول الخليج، تمزج حفلات الحناء بين الحداثة والأصالة. تلبس العروس الثوب “النشل” المطرز بخيوط الذهب، وتُنقش يدها بالحناء البني أو الأسود. يُرافق الحفل الغناء الشعبي والرقصات التقليدية، وتُعتبر الحناء من رموز الحماية من الحسد.
السودان: سبعة أيام من الفرح في السودان، تستمر طقوس ما قبل الزفاف أسبوعًا كاملًا، وتُعرف الحناء بأنها من الطقوس الأساسية. تُعد “حناء العروس” بمزيج خاص من الأعشاب والزيوت، وتُنقش في جلسة جماعية مع الأهل والصديقات، مصحوبة بأغانٍ شعبية تُعرف باسم “الدلوكة”.
باكستان: ليلة الحناء عنوان للبهجة تُقام ليلة “الحناء” أو “المايوندي” في باكستان وسط أجواء ملونة مليئة بالرقص والموسيقى. العروس ترتدي زيًا تقليديًا بلون أصفر أو أخضر، ويُحضر الحضور خليط الحناء ليشاركوا في تزيين يديها، كرمز للبركة والتمنيات الطيبة.
تظل ليلة الحناء طقسًا لا يُنسى، يحمل بين خيوطه عبق الماضي، ودفء العائلة، واستعدادًا لمرحلة جديدة من الحياة. رغم اختلاف العادات، فإن جوهر هذه الليلة يبقى موحدًا: الحب، الاحتفال، والتجدد.