أبوظبي تطلق “الاتحاد الدولي لمكافحة سوسة النخيل الحمراء

7 د للقراءة
7 د للقراءة
أبوظبي تطلق "الاتحاد الدولي لمكافحة سوسة النخيل الحمراء

صراحة نيوز ـ في إطار الشراكة في الابتكار الزراعي بين الـمكتب الشؤون الدولية – بديوان الرئاسة ومؤسسة “جيتس” العالمية
بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي

أبوظبي تطلق “الاتحاد الدولي لمكافحة سوسة النخيل الحمراء”
نهيان مبارك: الاتحاد هو بمثابة شراكة طموحة يقودها هدف علمي يجمع بين مؤسسات بحثية رائدة وحكومات وخبراء عالميين لمواجهة أحد أكثر التهديدات تدميراً لزراعة النخيل

أعلن معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي عن إطلاق الاتحاد الدولي لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، في الكلمة التي ألقاها خلال حفل تكريم الفائزين بالجائزة أمس، ويعتبر هذا الاتحاد الذي تم إنشاؤه في إطار شراكة بين الـمكتب الشؤون الدولية بديوان الرئاسة ومؤسسة “جيتس” الدولية، بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) و الأمانة العامة للجائزة، وعدد من المؤسسات الوطنية والمنظمات الإقليمية والدولية. يأتي إطلاق هذا الإتحاد عقب الإعلان عن شراكة جديدة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة غيتس خلال مؤتمر الأطراف COP28، مع التزام إجمالي قدره 200 مليون دولار لدعم الابتكار والتنمية الزراعية في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وقد وصف معاليه الإتحاد بأنه “شراكة طموحة مدفوعة بمهمة علمية توحّد الحكومات والخبراء العالميين والمؤسسات البحثية الرائدة لمواجهة تحدٍ عالمي متنامٍ.”

حضر الاجتماع ممثلون عن المؤسسات المُؤسسة للاتحاد، بما في ذلك خلفان المطروشي من مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، والدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، والدكتور علي أبو السبع، المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، ومدراء المؤسسات الوطنية والمنظمات الإقليمية والدولية. يحظى الإتحاد بالتمويل والإشراف من قبل مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، ومؤسسة غيتس، بالشراكة مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي التابعة لمؤسسة إرث زايد الإنساني، المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، جامعة الإمارات العربية المتحدة، هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، والمركز الدولي للزراعة الملحية.

صرّحت معالي مريم المهيري، مدير مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، بأنه “يبني هذا الائتلاف على الزخم الناتج عن انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة كأول دولة مانحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مجلس نظام CGIAR، وعلى شراكتنا الاستراتيجية مع مؤسسة غيتس التي أُعلن عنها خلال مؤتمر COP28. نحن، معًا، نظهر للعالم كيف يمكن للعلم والتعاون والقيادة الإقليمية أن تحقق تأثيرًا حقيقيًا – ليس فقط لمنطقتنا، بل أيضًا للمجتمعات الأكثر تأثراً بتغير المناخ حول العالم.”
من جهته فقد أكد الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بأن هذه المبادرة تستند إلى الشراكة في مجال الابتكار الزراعي التي تم الإعلان عنها في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة “جيتس”. كما أضاف “نحن نعمل معاً ليس فقط لحماية القيمة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لنخيل التمر، بل أيضًا لوضع حلول صديقة للبيئة قابلة للتطوير يمكنها دعم المجتمعات لتحقيق التنمية المستدامة”.

كما أضاف “لطالما كانت جائزة خليفة منبراً رائداً لدعم التميز والابتكار في البحوث الزراعية، لا سيما في زراعة وحماية نخيل التمر — وهو محصول ذو أهمية اقتصادية وثقافية عميقة في جميع أنحاء المنطقة. ومن خلال هذا الإتحاد، نفخر بمواصلة هذا الإرث وتوسيع نطاق الحلول العلمية التي يمكن تبادلها عبر الحدود. وتُجسّد هذه المبادرة التزام دولة الإمارات العميق بدعم الأمن الغذائي العالمي من خلال شراكات عملية قائمة على العلم”.

كما صرّحت زهراء المرزوقي، رئيسة العلاقات في منطقة الشرق الأوسط بمؤسسة بيل وميليندا غيتس:
“يعتمد ملايين من صغار المزارعين في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل على محاصيل مثل نخيل التمر في كسب أرزاقهم. ويمثل هذا الائتلاف دليلاً على ما يمكن تحقيقه عندما يجتمع العلم والقيادة والشراكة حول هدف مشترك لبناء أنظمة زراعية أكثر قدرة على الصمود”.
ومن منظور علمي، سيشكّل الإتحاد منصة لاختبار وتطوير التقنيات في دولة الإمارات، ومن ثم توسيع نطاق تطبيقها ونشرها في الدول الأكثر تضرراً من تهديدات الآفات.

كما سلّط الدكتور علي أبو السباع، المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، الضوء على أهمية التعاون العلمي في مواجهة التهديدات الزراعية العابرة للحدود، قائلاً:
“إن سوسة النخيل الحمراء ليست مجرد آفة، بل تمثل تحدياً عالمياً متنامياً يتطلب استجابة علمية منسقة. ومن خلال هذا الإتحاد، نحن نوحّد أفضل ما في علوم CGIAR والمعرفة الإقليمية والشراكات المحلية لتقديم حلول واقعية. وتفخر إيكاردا بأن تكون الجهة العلمية والتنفيذية الرائدة في هذا الجهد، من خلال العمل بشكل وثيق مع دولة الإمارات وشركائنا الدوليين لحماية سبل العيش، والحفاظ على النُظم البيئية، وضمان صمود أحد أكثر المحاصيل شهرة في العالم.” .”

سيُركّز الإتحاد على تطوير العلوم والتقنيات في المجالات التالية، حيث ستُستخدم دولة الإمارات كنموذج تجريبي لاحتواء ومكافحة سوسة النخيل الحمراء، على أن يتم لاحقًا نقل هذه الحلول وتبنّيها في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
محاور العمل:
المحور 1: الابتكارات الحيوية
بقيادة المركز الدولي لفسيولوجيا وبيئة الحشرات ICIPE – (كينيا)- يركّز على مكافحة الآفات بالطرق الطبيعية، باستخدام الفيرمونات، والفطريات، وعوامل المكافحة البيولوجية التقليدية.
المحور 2: الابتكارات البيوتكنولوجية
بقيادة المعهد الدولي للزراعة الاستوائية IITA – (كينيا) – يطبّق أدوات متقدمة مثل تحرير الجينات، وتداخل الحمض النووي الريبي (RNAi)، واضطراب الميكروبيوم لقمع الآفة على المستوى البيولوجي.
المحور 3: الابتكارات الرقمية والذكاء الاصطناعي
بقيادة المعهد الدولي لأبحاث المحاصيل في المناطق الاستوائية شبه القاحلة ICRISAT – (الهند) – يطوّر أدوات تنبؤية، وأجهزة استشعار إنترنت الأشياء، ولوحات تحكم مدعومة بالذكاء الاصطناعي للكشف المبكر ومراقبة تفشي الآفات.
المحور 4: الممارسات الزراعية الجيدة (GAPs)
بقيادة المركز الدولي للزراعة الملحية (ICBA) الإمارات – يُصمّم ويُروّج لممارسات ميدانية قابلة للتوسّع بهدف تحسين الوقاية وتعزيز التدخلات العلمية.
المحور 5: السياسات، والمؤسسات، وإتاحة الوصول العالمي
بقيادة المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA – المركز الإقليمي في الإمارات – يعمل على دمج الابتكارات العلمية في السياسات الوطنية.
تُؤكّد دولة الإمارات، من خلال هذا الإتحاد، مكانتها كشريك قائم على العلم ويركّز على تحقيق الأثر، لدعم المجتمعات الزراعية الأكثر هشاشة — من خلال إيصال الابتكار إلى حيث تشتدّ الحاجة إليه.

Share This Article