الإستهداف الخطير .. مِمَّن هُم .. بلا ضمير 

5 د للقراءة
5 د للقراءة
الإستهداف الخطير .. مِمَّن هُم .. بلا ضمير 

صراحة نيوز – كتب: عوض ضيف الله الملاحمة

 

لا شك بأن الأردن مُستهدف منذ زمنٍ طويل . وهذا الإستهداف يتركز ، ويتمركز ، ويتعدد ، ويتنوع ، ويزداد خطورة مع الزمن وتَعَقُّدِ الحالة السياسية في المنطقة .

 

عند مطالعة بيان الإخوان المسلمين تحتار وتتعجب ، وتتأكد بان البيان ليس بمستوى ذكاء و حصافة الإخوان المعهودة . وعند تفنيده يذهب التحليل الى أربعِ مسارات :—

١ )) — إعتبار ان افراد الخلية قد تصرفوا بشكل فردي — كما جاء في البيان — عندها تتساءل : هل يُعقل ان تنظيماً مُحكماً ، ومسيطراً على اعضائه، واعضائه مُقيدون ، ومراقبون ، ومُجبرون على الإلتزام المطلق والدقيق — الذين تتم متابعتهم ورصد تصرفاتهم — ان يقوموا بهذا العمل التخريبي التنظيمي متعدد الأطراف والأهداف ، وعابر للأوطان ، الخطير بغاياته واهدافه ، المعقد في آليات تجهيزاته ، وتصنيع أدواته ، من تصنيع طائرات درون ، والصواريخ التي تحتاج الى معدات متقدمة ومتطورة وتعمل بتكنولوجيا النانو ، والحاجة الى تمويل بمبالغ ضخمة ، وتعقيد في التخفي والتستر ، وضخامة المساحات المطلوبة للتخزين ، والتعقيد في آليات التجريب والإختبار ومحاذيرها . يضاف الى ذلك التنوع الكبير في المراتب الحزبية للأعضاء المشاركين— حيث ان أحدهم وصل الى مرتبة ان يكون عضواً في مجلس الشورى — ومنهم من مضى على إنضمامه لتنظيم الاخوان المسلمين ( ٥٠ ) عاماً ، أي نصف قرن من الزمن ، وإنتقاء المتخصصين من المهندسين . هل يعقل ان يكون كل ذلك بتصرفات فردية !؟

واذا صحّ انهم تصرفوا بشكل فردي فانني ارى ان ذلك يرقى لمستوى الإنشقاق في الحزب ، والأخطر انهم خرجوا على مباديء الحزب ونهجه باتباع نهج المعارضة السلمية ، كما يُعلنون دوماً .

 

٢ )) — ان افراد الخلية قد انشقوا عن حزب الإخوان الأردني ، وعادوا للإرتباط بتنظيم الإخوان المسلمين العالمي ، وهنا تزداد الخطورة . لأن تنظيم الإخوان العالمي لا يؤمن بالأوطان ، ولا الإنتماء لها ، وغالبية أهدافهم مُبهمة الغاية والمصدر .

 

٣ )) — وإذا صحّ ، وصدق تبرؤ الإخوان المسلمين كما ورد في بيانهم ، وانهم قاموا بتصرف فردي ، ارى ان نذهب بتحليلنا الى ان أفراد هذه الخلية مُخترقة من الكيان الصهيوني ، للقيام بأعمال إرهابية برعاية وتوجيه وتخطيط صهيوني لإيجاد مبرر للعدو ليتذرع بها ويستهدف الأردن الوطن . ألم يصرح عدد من المسؤولين الصهاينة بأن هناك جماعات متطرفة في الأردن وأنهم يخشون من عدم قدرة الأردن على السيطرة على الجبهة ؟

 

٤ )) — ان الخلية مخترقة من ايران ، وتهدف الى تعويض الإنهاك الذي وصل اليه حزب الله ، الى إيجاد موطيء قدم في الأردن ، لمناكفة العدو الصهيوني ، لتستعيد ايران شيئاً من فعالية أذرعها في المنطقة .

 

وعليه أرى انه على الإخوان ان يرتقوا بذكائهم التنظيمي التبريري ليرقى لمستوى الحدث وخطورته ، وارتداداته ، وانعكاساته ، ومخاطره .

 

ثم لو انني كنت من الكادر المتقدم للاخوان المسلمين لتبرأت من الحزب وتقدمت باستقالتي لخروج الحزب عن اهدافه وغاياته ومبادئه التي يعلنونها دوماً .

 

هذه أكبر من خليه هذا تنظيم ارهابي متعدد الأهداف ، سيء النوايا ، مدمر للوطن ، يهدف الى إثارة الفوضى في الوطن لايجاد مبررات للعدو الصهيوني ليتاح له السير في مخططاته العدائية ضد الأردن .

 

أود ان أؤكد بأنني أُحلل فقط . وانني لا أتهم ، ولا أعادي أحداً . كما انني لست قاضياً ، ولا محامياً ، ولا مسؤولاً أمنياً ، لكنني مواطناً اردنياً انتمي لوطني وارتعد خوفاً عليه .

 

كما أتمنى ان لا يؤثر هذا الحدث رغم خطورته على حرية التظاهر والتعبير ، وأن لا تصل إرتدادته لإتخاذ قرار قاسٍ في تجريم الأخوان وتحريم نشاطهم ، وان لا تصل إرتدادته لحل مجلس النواب ، وتكميم الأفواه ، ولجم حرية الرأي والتعبير . فالدولة الأردنية معتادة على هكذا أحداث وتتجاوزها دوماً بعقلانية وثبات .

 

راجياً من كل صاحب فكر شيطاني ، إجرامي ، دموي ، مُنحرف من أبناء الوطن ، ان يتقي الله فينا ، وان يرحمنا ، ويتركنا لأعبائنا ، وهمومنا الفردية ، والوطنية ، والقومية التي إستنزفتنا ، وأنهكتنا ، وأتعبتنا ، وأصابتنا بالذهول ، والوهن .

 

وأختم وأقول : اللهم من أراد بوطني شراً ان ترد كيده الى نحره ، وان تُخرِج الوطن والمواطنين من شرهم سالمين ، اللهم آمين .

Share This Article