صراحة نيوز ـ ملك سويدان
في مشهدٍ يُشبه ساحات العنف العشوائي، لا قاعات العلم، وبين جدران من المفترض أن تكون آمنة ومحفوفة بالرعاية، تكررت حوادث العنف المدرسي بطريقة تدعو للصدمة والقلق.
قبل أسابيع، أُصيب طالب بحروق بعد أن أضرم فيه زملاؤه النار خلال غياب تام للإشراف داخل المدرسة. اليوم، يتكرر المشهد بسيناريو مختلف لكنه لا يقلّ وحشية: طالب يُضرب بطريقة همجية، داخل ساحة المدرسة، بلا رادع ولا مسؤول، وكأن الفوضى أصبحت هي المنهاج.
أين المعلمون؟ أين الإدارة؟ بل أين وزارة التربية والتعليم؟
هل هذه المدارس فعلاً تخضع لإشراف تربوي؟ هل الوزارة تُدرك ما يحدث خلف أبواب الصفوف وساحات المدارس؟ أم أننا أمام مؤسسات تفتقد لأبسط مقومات الأمان، تُسلّم أبناءنا للفوضى، وتكتفي بالشعارات والبيانات الخجولة؟
ما يحدث ليس مجرد “حالات فردية” كما تحاول الوزارة تبريره، بل هو مؤشر خطير على انهيار المنظومة التربوية، من الرقابة إلى القيم، ومن الحضور الإداري إلى الدور التربوي الحقيقي.
الأهالي لم يعودوا يثقون، والطلاب يدفعون الثمن أجساداً مضروبة ونفوساً محطمة. فإلى متى تُترك المدارس دون رقابة؟ إلى متى تبقى الوزارة في موقع المتفرّج؟
هذا ليس مجرد نداء، بل إنذار. فالمجتمع الذي يُهمل أطفاله، يزرع جيلاً مشوهاً، غاضباً، وربما… أكثر عنفاً مما شهدناه اليوم.