صراحة نيوز ـ يُعد العسل الأسود، أو ما يُعرف بـ”دبس السكر”، من المواد الغذائية التي لطالما ارتبطت بالمائدة الشرقية، إلا أن قيمته الغذائية العالية لا تزال غائبة عن أذهان الكثيرين. فهو ليس مجرد مُحلٍّ طبيعي، بل يُعد كنزًا غذائيًا متكاملًا، غنيًّا بالعناصر الحيوية التي تعزز الصحة العامة، خصوصًا في مواجهة حالات فقر الدم ونقص المعادن.
العسل الأسود يُستخرج من بقايا تكرير قصب السكر أو الشمندر، ويتميّز بلونه الداكن ونكهته القوية، ويحتوي على تركيز عالٍ من الحديد، ما يجعله خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من الأنيميا، خاصة الأطفال والنساء الحوامل.
ويقول خبراء تغذية إن العسل الأسود يحتوي على نسب عالية من الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، ما يجعله مفيدًا لصحة العظام والأسنان، إضافة إلى دوره في دعم الجهاز العصبي والمساعدة على تهدئة التوتر وتحسين جودة النوم.
كما يُعد مصدرًا طبيعيًا للطاقة، ويُستخدم في بعض الأنظمة الغذائية النباتية لتعويض نقص بعض العناصر، ويمكن دمجه بسهولة في النظام الغذائي اليومي، سواء بإضافته إلى الحليب، أو استخدامه في تحضير المخبوزات والحلويات، وحتى كبديل صحي للسكر الأبيض في بعض الأطعمة.
وفي ظل الاهتمام المتزايد بالتغذية الصحية والعودة إلى المنتجات الطبيعية، يُعيد مختصون الدعوة إلى إدخال العسل الأسود ضمن الأنظمة الغذائية المنزلية، لا سيما أنه متوفر بأسعار معقولة مقارنة بالبدائل الغنية بالسكر المكرر.
ورغم فوائده المتعددة، يُحذر الأطباء من الإفراط في تناوله، خاصة لمرضى السكري، مؤكدين أهمية استشارة مختص تغذية قبل اعتماده كمصدر دائم للعناصر المعدنية.
في نهاية المطاف، يظل العسل الأسود مادة غذائية تقليدية تحمل إمكانات علاجية ووقائية كبيرة، تحتاج فقط إلى إعادة اكتشافها وتقديرها كجزء من أسلوب حياة صحي ومتوازن.