صراحة نيوز – بدأت اليوم الخميس في كلية الآداب بالجامعة الأردنية فعاليات مؤتمر بعنوان “الفهم المشترك بين ضفتي المتوسط: مفاهيم، أفكار، ومدركات”، بمشاركة مجموعة من الأساتذة والمفكرين والباحثين من مختلف التخصصات. وقال رئيس الجامعة بالوكالة الدكتور أشرف أبو كركي إن الجامعة الأردنية تتبنى في صميم أهدافها الحوار الهادف الذي يسعى لتحقيق المعرفة الحقيقية التي تعكس جوهر الإنسان ووعيه لذاته ومتطلبات علاقاته بالآخرين. وأضاف أن الفعل الفلسفي كان أحد أبرز مميزات الإنسان، حيث قاد العقل الإنساني إلى تحقيق التراكم المعرفي، الذي يعد القاسم المشترك بين البشر في كافة العصور والمجتمعات.
وأكد الدكتور أبو كركي أهمية التعاون بين الكليات الإنسانية والعلمية في الجامعة وبين الشركاء خارجها لترسيخ الفلسفة في البرامج الأكاديمية، وتعزيز الفكر والحوار وتبادل المعرفة بين الطلاب والمجتمع.
من جهته، أشار عميد كلية الآداب الدكتور محمد القضاة إلى أن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام يأتي بالتزامن مع احتفال منظمة اليونسكو باليوم العالمي للفلسفة، والذي يوافق اليوم. وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى التأكيد على أهمية حوار الأفكار بين شعوب منطقة حوض البحر المتوسط، لاسيما بين شماله وجنوبه، من خلال التفاعل الثقافي والفكري الذي يتجاوز الحدود الفاصلة بين الشرق والغرب. وأوضح أن الحضارة العربية الإسلامية، بما قدمته من تفاعل فكري، تُعد مثالًا بارزًا على التواصل الثقافي بين الشرق والغرب، مشيرًا إلى أهمية إحياء هذا التراث.
وفي ذات السياق، تحدث المدير الإقليمي للمعهد الفرنسي للشرق الأدنى الدكتور إياس حسن عن نشأة المعهد الذي تأسس عام 1922، وأكد على الدور الذي يلعبه في تعزيز المعرفة العلمية في ميادين العلوم الإنسانية والاجتماعية. كما تحدث المدير الإقليمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي الدكتور فتحي ملكاوي عن أهمية التواصل الحضاري بين ضفتي المتوسط، لافتًا إلى دور الفلسفة في هذا التبادل الثقافي التاريخي.
من جانبها، أكدت مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتورة رينيه حتر على أهمية موضوع المؤتمر، الذي يتعلق بفهم المشترك بين ضفتي المتوسط، معتبرة أنه يمثل الجسر الأساسي لبناء عالم أكثر سلامًا وتعاونًا في ظل التحديات العالمية المتزايدة. وأشارت إلى الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه الفلسفة في تعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب.
واختتمت رئيسة قسم الفلسفة في كلية الآداب بالجامعة الأردنية الدكتورة دعاء علي حديثها بالقول إن الفلسفة تُحتفى بها اليوم بوصفها شأنًا ثقافيًا وحضاريًا يعبر عن المشترك البشري في الماضي والحاضر والمستقبل. وتناول المؤتمر في جلساته موضوعات حوارية تهدف إلى تعزيز الفكر والإبداع في بيئة تتسم بالاحترام والتفاهم المتبادل.
كما تم عرض محاضرة افتتاحية بعنوان “شذرات فكرية وصراحة مسؤولة” قدمها أستاذ الفيزياء النظرية والباحث الأردني همام غصيب، بينما تتناول الجلسة الثانية من المؤتمر آفاق التعاون المستقبلي بين المعهد العالمي للفكر الإسلامي، المعهد الملكي للدراسات الدينية، المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، بالإضافة إلى الجامعة الأردنية.